هل تناول الأسماك يساعد في علاج الاكتئاب والصحة العقلية؟

16 مايو 2025

كيف يمكن للمأكولات البحرية أن تكون طعامًا يُحسّن مزاجك دون أن تعلم أنك بحاجة إليه

كثيرًا ما نسمع عبارة "أنت ما تأكله"، وعندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية، فهذا صحيحٌ تمامًا. في السنوات الأخيرة، دأب الباحثون على دراسة العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية، وتظهر مجموعةٌ من الأطعمة باستمرار: الأسماك الدهنية .

لا تعد أسماك السلمون والسردين والماكريل والتونة مفيدة لقلبك فحسب، بل إنها مليئة بأحماض أوميجا 3 الدهنية ، والتي أثبتت أنها ضرورية لوظائف المخ وتنظيم الحالة المزاجية .

يتكون الدماغ من حوالي 60% من الدهون، وتلعب أحماض أوميغا 3 الدهنية، وخاصةً حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، دورًا حيويًا في الحفاظ على صحته. فهي تساعد على بناء أغشية خلايا الدماغ، ودعم التواصل بين الخلايا العصبية، بل وتُقلل الالتهابات في الدماغ. وهذا مهم بشكل خاص نظرًا لارتباط الالتهاب بمشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.

المثير للاهتمام هو أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك بانتظام يميلون إلى الإبلاغ عن انخفاض مستويات الاكتئاب والتوتر. مع أن المأكولات البحرية ليست بديلاً عن العلاج أو الأدوية، إلا أنها تُعدّ إضافة فعّالة وطبيعية لروتين الصحة النفسية الشامل. تُساعد أحماض أوميغا 3 على توازن النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مواد كيميائية تؤثر بشكل مباشر على مشاعرنا اليومية.

ولا يقتصر الأمر على كيمياء الدماغ فحسب، فالأسماك الدهنية غنية أيضًا بفيتامين د، وهو عنصر غذائي آخر يُحسّن المزاج، لكن الكثيرين لا يحصلون على ما يكفي منه. يساعد أوميغا 3 وفيتامين د معًا على تنظيم النوم، وتقليل تقلبات المزاج، ودعم المرونة العاطفية.

تناول السمك قد يكون أيضًا جزءًا من روتين مُهدئ وواعٍ. تحضير وجبة مُغذية، والجلوس لتناول الطعام، وتزويد جسمك بما يحتاجه، كلها أعمال رعاية ذاتية تُحسّن مزاجك وعقليتك.

لذا، إذا كنت تشعر بالإحباط أو التوتر أو التشويش الذهني، فقد تكون خطوتك التالية أسهل مما تظن. إضافة المزيد من المأكولات البحرية إلى وجباتك بضع مرات أسبوعيًا قد لا يدعم صحتك البدنية فحسب، بل يُحسّن صحتك النفسية أيضًا.


استكشف المزيد